فوقع القتال، وجرى بينه وبين سعد الدولة مراسلة، واستقرّ الحال بينهم على أن يحمل إليه سعد الدولة مال سنتين أربعين ألف دينار.
[بردس يسبي أهل حمص ويسير إلى تلّ خليفة]
وسار بردس الفوقاس [يوم الاثنين لثلاث بقين من الشهر] [1] وقصد حمص وسبى أهلها وأحرق بها جماعة [كانوا قد] [2] اعتصموا في مغاير.
وسار إلى تلّ خليفة [3] وجاز به [4].
[بكجور يستولي على دمشق ويقتل أحداثها]
وسار بكجور إلى دمشق وتقلّدها وقبض بعد ذلك على أحداثها [5]، وقتل منهم [6] زهاء ثلاثة آلاف، وصلب بعضهم، وبنى على بعض منهم [7].
...
[توقّف النيل واضطراب الأسعار وشدّة الغلاء والوباء بمصر]
وتوقّف [8] النّيل بمصر في سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، واضطربت الأسعار بمصر، وتزايدت أثمان الحبوب والأقوات، واشتدّ الغلاء في سنة [1] ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. [2] زيادة من (س). [3] تلّ خليفة: بين حمص ودمشق، بجنوب حمص في الطريق إلى دمشق. [4] في طبعة المشرق 164 «حاز». [5] الأحداث: جماعات مسلّحة غير نظامية كانت تتشكّل في مدن بلاد الشام. حيث شهدت مدن الشام في هذه الفترة قيام تنظيمات شعبية شبيهة بفرق «الميليشيا» في الوقت الحاضر، وعرفت في المصادر التاريخية بجماعات «الأحداث»، وكان بعض أفرادها يقومون بوظائف الشرطة البلدية يحفظون الأمن ويراقبون النظافة، وتحوّلوا في بعض الفترات إلى منظّمات عسكرية لأغراض الدفاع، وساعد على قدرتها انضمام القادة العسكريين الذين كانوا يفقدون مناصبهم مع قيام كل دولة جديدة، إليها، وضعف الحكومات التي قامت في الشام منذ ما قبل القرن الرابع الهجري. ولما قام الفاطميّون بإخضاع أجزاء كبيرة من الشام لحكمهم واجهوا تلك التنظيمات التي كانت تقاومهم أو تثير في وجههم الاضطرابات. ولما كان مذهب الفاطميّين في الحكم يقوم على إطاعة الإمام بشكل مطلق، فقد عملوا جهدهم للقضاء على الأحداث وتنظيماتهم لأنها تحدّ من سيطرتهم وتفرّدهم في الحكم. (مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية 80 - 89، دائرة المعارف الإسلامية 2/ 247). [6] في البريطانية «منها». [7] أنظر: ذيل تاريخ دمشق 28،29، وزبدة الحلب 1/ 173،174، و 176،177، واتعاظ الحنفا 258،259، والكامل في التاريخ 9/ 17،18، والدرّة المضيّة 210 - 212. [8] من هنا وحتى قوله: «كان عليه» 13 سطرا ليست في (س).